بما أننا نتحدث عن الاستعمار؛ جديده وقديمه، فقد يكون من المناسب أن نذكر القارئ المتابع لهذا الموضوع، بأن هناك الآن 37 منطقة (بلاداً) ما تزال تابعة (تبعية ملكية في الغالب) لهذه الدولة أو تلك. توجد الآن في العالم (2020م) 199 دولة مستقلة، وذات سيادة معترف بها دولياً. كما توجد أربع دول غير مستقلة (فلسطين، تايوان، قبرص الشمالية، أرض الصومال). أما هذه المناطق التي نتحدث عنها هنا، والواقعة في وسط وأطراف المحيطات الستة، فان أغلبها عبارة عن ملكية عقارية خاصة للدولة المالكة لها، تديرها من عاصمتها، وبما يخدم مصالحها الوطنية.
وتتفاوت مساحات هذه المناطق، من كيلومترات معدودة، إلى 2.166.086كم2، مساحة جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، وهى أكبر جزر العالم. وباستثناء «بورتوريكو»، التابعة لأميركا (وسكانها حوالى 3.5 مليون نسمة) فإن أعلى منطقة سكاناً «ماكاو»، التابعة للصين، يصل سكانها لحوالى 650 ألفا فقط. أما المناطق الباقية، فيقل سكانها كثيراً... حتى يصل إلى بضع مئات، أو لأقل من مئة شخص.
****
ولقلة السكان، فإن عدداً محدوداً جداً من هذه المناطق (لا يزيد على 2-4) يمكن اعتباره «مشروع دولة» جديدة، خاصة إن استمر إصرار سكانها على الاستقلال. أما بقية هذه المناطق، فيمكن اعتبارها مزارع، أو استراحات، أو قواعد، للدول المالكة لها. وهذه المناطق لا ينطبق على معظمها ما كان ينطبق على البلاد التي كانت تحت نظامي الانتداب والوصاية، اللذين يشرف على تطبيقهما مجلس الوصاية التابع للأمم المتحدة.
ففي فترة نشوء الأمم المتحدة، كانت هناك أقاليم تحت انتداب بعض الدول، بموجب عهد عصبة الأمم، وأقاليم موضوعة تحت «وصاية» دول أخرى. لهذا، خصص أحد فروع الأمم المتحدة لتولى الإشراف على تلك الأقاليم.... حتى يتحدد وضعها النهائي، ويُلغى وضعا الانتداب والوصاية. ويقوم هذا المجلس بالتنسيق بين سكان هذه الأقاليم، والقوى المنتدبة، والعصبة (الأمم المتحدة في ما بعد). وقد حصلت الغالبية من الأقاليم التي كانت تحت هذين النظامين، على الاستقلال السياسي. حيث ساهم مجلس الوصاية في تحقيق ذلك الاستقلال.... ولم يعد لهذا المجلس أهمية تذكر، نظرا لمحدودية نطاق اختصاصه، في الوقت الحالي. وقد يلغى قريباً، بانتهاء نظامي الوصاية والانتداب، من العالم كلياً.
****
هذا، غير قارة «أنتاركتيكا»، أو ما يعرف بـ«القارة القطبية الجنوبية»، في أقصى جنوب الكرة الأرضية، والواقع معظمها في المحيط المتجمد الجنوبي، والمحاطة بالمحيطات: الهادي، الأطلسي، الهندي. والبالغ مساحتها الإجمالية حوالى 14 مليون كم2. وبحوالى متر تغطى الثلوج 98% من مساحتها على مدار العام. وتساوى مساحتها أكثر من ضعف مساحة القارة الأوروبية. ولا يزيد عدد من يسكنها على خمسة آلاف إنسان. وذلك بسبب كونها أبرد أراضي العالم، إذ تصل درجة الحرارة، ببعض مناطقها، إلى أقل من 100 درجة مئوية تحت الصفر.
وهناك معاهدة دولية، باسم «معاهدة أنتاركتيكا للحفاظ على البيئة»، المبرمة عام 1959م بين اثنتي عشرة دولة، والتي تحرم قيام أي دولة بإجراءات ذات طبيعة عسكرية بالقارة، وتسمح فقط بإجراء البحوث العلمية المتعلقة بالبيئة. وتطالب عدة دول بالسيادة على مناطق معينة بها. ولكن، لا يعترف دولياً بهذه المطالب.
كاتب سعودي
sfadil50@hotmail.com
وتتفاوت مساحات هذه المناطق، من كيلومترات معدودة، إلى 2.166.086كم2، مساحة جزيرة جرينلاند التابعة للدنمارك، وهى أكبر جزر العالم. وباستثناء «بورتوريكو»، التابعة لأميركا (وسكانها حوالى 3.5 مليون نسمة) فإن أعلى منطقة سكاناً «ماكاو»، التابعة للصين، يصل سكانها لحوالى 650 ألفا فقط. أما المناطق الباقية، فيقل سكانها كثيراً... حتى يصل إلى بضع مئات، أو لأقل من مئة شخص.
****
ولقلة السكان، فإن عدداً محدوداً جداً من هذه المناطق (لا يزيد على 2-4) يمكن اعتباره «مشروع دولة» جديدة، خاصة إن استمر إصرار سكانها على الاستقلال. أما بقية هذه المناطق، فيمكن اعتبارها مزارع، أو استراحات، أو قواعد، للدول المالكة لها. وهذه المناطق لا ينطبق على معظمها ما كان ينطبق على البلاد التي كانت تحت نظامي الانتداب والوصاية، اللذين يشرف على تطبيقهما مجلس الوصاية التابع للأمم المتحدة.
ففي فترة نشوء الأمم المتحدة، كانت هناك أقاليم تحت انتداب بعض الدول، بموجب عهد عصبة الأمم، وأقاليم موضوعة تحت «وصاية» دول أخرى. لهذا، خصص أحد فروع الأمم المتحدة لتولى الإشراف على تلك الأقاليم.... حتى يتحدد وضعها النهائي، ويُلغى وضعا الانتداب والوصاية. ويقوم هذا المجلس بالتنسيق بين سكان هذه الأقاليم، والقوى المنتدبة، والعصبة (الأمم المتحدة في ما بعد). وقد حصلت الغالبية من الأقاليم التي كانت تحت هذين النظامين، على الاستقلال السياسي. حيث ساهم مجلس الوصاية في تحقيق ذلك الاستقلال.... ولم يعد لهذا المجلس أهمية تذكر، نظرا لمحدودية نطاق اختصاصه، في الوقت الحالي. وقد يلغى قريباً، بانتهاء نظامي الوصاية والانتداب، من العالم كلياً.
****
هذا، غير قارة «أنتاركتيكا»، أو ما يعرف بـ«القارة القطبية الجنوبية»، في أقصى جنوب الكرة الأرضية، والواقع معظمها في المحيط المتجمد الجنوبي، والمحاطة بالمحيطات: الهادي، الأطلسي، الهندي. والبالغ مساحتها الإجمالية حوالى 14 مليون كم2. وبحوالى متر تغطى الثلوج 98% من مساحتها على مدار العام. وتساوى مساحتها أكثر من ضعف مساحة القارة الأوروبية. ولا يزيد عدد من يسكنها على خمسة آلاف إنسان. وذلك بسبب كونها أبرد أراضي العالم، إذ تصل درجة الحرارة، ببعض مناطقها، إلى أقل من 100 درجة مئوية تحت الصفر.
وهناك معاهدة دولية، باسم «معاهدة أنتاركتيكا للحفاظ على البيئة»، المبرمة عام 1959م بين اثنتي عشرة دولة، والتي تحرم قيام أي دولة بإجراءات ذات طبيعة عسكرية بالقارة، وتسمح فقط بإجراء البحوث العلمية المتعلقة بالبيئة. وتطالب عدة دول بالسيادة على مناطق معينة بها. ولكن، لا يعترف دولياً بهذه المطالب.
كاتب سعودي
sfadil50@hotmail.com